لمساء ملاءة الشجن .. سقف الحنين .. ذاكرة بقدمٍ مبتورة تقوم الحب طويلاً ..
ممرٌ طويل ببابٍ بسلالم مكسورة بآخره شجرة سدرةٍ تسكنها العصافير الخائفة .. حصنٌ لايدكه دكاً دكاً إلا المغلوبين على فقدهم ..!
كيف لايكتب الشعراء أحزانهم حينما يكون الحب أولى بأن يتبع ..؟!
بل كيف سيعرف الجمع ممن ضمت مدينة الإنتظار بأنني اتٍ بما أتى به الأوائل ..؟!
بل كيف سيعرفون أنني اتٍ بقلبي الذي يضخ الفقد بكل قطرةٍ ..؟!
أووووه .. الفقد لام لاتخرج شمسها .. غير مشددةٍ بمطالب القلق .. هكذا ..
كلعاب فقير جائع .. كساعة لاتؤمن بالوقت .. كتمتمات شابٍ ليلة خطبته لفتاةٍ لايريدها ..
كفراشة مبللة يمتزج فيها إرتباك اللحظة ورعشة الخوف من مكائد الضوء فتطير بلا وجهةٍ .. كتلميذ مجتهد جار الإمتحان عليه ..!
اللقاء كسمكة إصطادها صياد حقير فتركها عرضة لقدم الريح .. كدمية فقدها الاطفال ذات عيد فوجدوها ببيتٍ مهجور ..
كهاتف خليوي سقطت أبراجه ذات يومٍ عاجل .. كنافذة لاتطل إلا على سور حديقة جرداء ..!
ليس لي إلا قرية واحدة من الإنتظارات العقيمة بمنتصفها أصنام .. تطوف بها قلوبٌ مخلّدة إن ثقبتهم وجدتهم يشعرون ..
أحطم الفقد والحزن والقلق والخوف .. أعلق الفأس بعنق أملهم ..!
هل أخبرتك ياسيدتي بأنني كلما أكتب إليك .. منذ اللهفة الأولى .. تشتاقك السطور .. لتتداعى سائر الحروف بالكتابة ..
هكذا .. كـ أول الغيث نقطة .. تروي صحراء الصفحة القاحلة .. فتعشبين بكل سطرٍ وردة لايذبل عبيرها ...!
نعم أنا مشتاقٌ وبي شهقةٌ .. ولكن لقاءِ لايذاع له خبر ..!
الشقاء من جنس الحب .. واللقاء من جنس الفقد ..!
لاعليك ياسيدتي سنجد لقاء لاتبتلعه أرض الفقد ولاينقطع رأسه ليبقى بلا جسدٍ فوق طبق الإنتظار ...!
أيتها الأنثى القادمة من زمنٍ لايعود .. من عصر الليمون والياسمين .. من حكايا العشق المخلدة ..!
وربك انك أحق النساء بي .. وأنني أحق الرجال بك ..!
أيتها الأنثى التي أختزن بروحها البياض .. ونفثت بأنفاسها على السطر فأستوى حرفاً .. وكتب الشعراء على أوزان أنفاسها .
. وتناقل الرواة شذى عطرها .. وحن إليها الحنين حين تباطئت ساعة الإنتظار بدورانها ..!
يامن يعز علينا أن لانعانقهم .. وجدننا كل يومٍ بعدكم مرُ ..!
أدرك بيقينٍ أنك الأنثى الأولى التي قضّت بكارة القلب .. والوحيدة التي مشت ببحر الدماء فلم تتعثر ولم تكشف عن ساقيها ..!
أمر الديار ديار حبي .. أقطف من ذا الدرب وذا الدرب
وما حب الديار شغفن قلبي .. ولكن حب من زرع الورد فالدرب ..!
أيتها القصيدة التي لاتتقيد بقافية النسوة .. ولاترقص على ايقاعات الخطوة .. أقسم أنني لاأتقن إلاك ..
لكنني حين أكتبك أخالف مقولة الأولين فأصرخ في وجوههم .. أقسم أن أعذب الشعر هي .. وأكذبه حينما لاتكون به .
. وأتعبه حينما أبحث عن مفردة تليق بها .. وأنبله حينما تكون بأكمله ..!
أنت النعيم لقلبي والحب لك .. فما أنبلك في قلبي وأنقاك ..!
أيتها المرأة التي لاتكفيها الأبجدية .. ولاتكتفي إلا بي .. لايبطل صلاة الحب إنتظارٌ من وراء فقد .. ولايفسدها الصلاة خلف اللقاء العقيم ..!
كنت أقول أن الفقد سيأتي .. وتقولين ( العشاق لايفكرون بما لم يأتي ) .. ها قد أتى على حين حبٍ ..!
كنت أردد معوذات الفقد .. فأهدأ تحت صوت الحنين .. ثم تتسرب إليّ نسائم الوجع فأعود لدائرة القلق وأدور حول الإنتظار ..!
قولي لي كيف لاأحبك حينما لاأكرهك .. وأكرهك حينما أحبك ..!
بل أخبريني كيف تضربين بعصاك القلب .. فتنفجر ينابيع حبٍ لاتفنى ..؟!
يا سيدة البياض .. أينا أكثر خوفاً حين نسبح بالفضاء أم حين نبحر ببحرٍ تتلاطم أمواجه ..؟!
امرأة راودت شاعر عن نفسه فقال إني أخاف الذنب .. أم شاعر ضاجع قصيدة فقالت إني أخاف الحب ..؟!
حين تسقط الأوراق بمشيئة الريح أم حين يسقطها أطفال الحي ..؟!
ثمة فرق بين أن نتلبس الحب أو يتلبسنا .. بين أن نكفر بالفقد أو نؤمن بالإنتظار .. وثمة فرق أكبر بين أن نعتكف لوجه اللقاء أو نصلي له من غير طهارة ..!
ثمة مسافة بين أن ندع القلب يرسو بمشيئة الحب .. أو أن ندع الإنتظار يرسو بمشيئة الفقد .. فالسيل ليس ذنب الغيم ولا عقوبة الأرض العطشى ..!
قولي لي كيف أجمع بقايا السكينة .. وشظايا الطمأنينة بآنٍ واحد ..؟!
بل قولي لي كيف أجمع أشلاء القلب التي مزقتها الأيام هكذا .. ( أ ح ب ك ) فوجدت كل جزءٍ فوق جبل فقدٍ لا يصل إليه صدى صوت اللقاء ..!
سيدة الوقت .. هل تريدين أن أبني لك عش الساعة .. حسنا سأفعل ...:
في وحدتي لا ضقت قمت وتليتك
................ في صفحةٍ يحفظ مضامينها الصمت
حدتني الفرقا وانا ما نسيتك
................ ما قد خبرت اني نسيتك ولا وقت
يا ماخذه وقتي بوقتي فديتك
................ هلي علي الوصل يا بعد لا هنت
يا سيده من بعض وصلك رجيتك
................ شوري عليك ان طال صدك تره مت
يا سيده اقري بشعري بكيتك
................ في صفحةٍ يحفظ عناوينها النت
طاب قلبك يا سيدتي .. وعظم الله أجر قلوب أولي الفقد منا ....!
